"مُقيدون كالمجرمين".. مهاجر يروي تفاصيل ترحيله من الولايات المتحدة

وصف إيمرسون كوليندريس، الشاب البالغ من العمر 19 عامًا والذي تخرّج مؤخراً في مدرسة ثانوية في أوهايو، تجربته مع ترحيل المهاجرين بأنها صادمة ومُرهقة نفسيًا، مشيرًا إلى أنه احتُجز دون أن يكون له سجل جنائي، وتم ترحيله إلى هندوراس، البلد الذي لم يزره منذ أن كان في الثامنة من عمره.

قال كوليندريس، في مقابلة بالفيديو مع محطة WCPOمن هندوراس: "قضيت 22 ساعة في الزنزانة دون أن أفعل شيئًا، هذا أمرٌ جنوني، مُرهقٌ نفسيًا"، مضيفًا: "كنت مقيدًا بالأصفاد طوال الرحلة كما لو كنا مجرمين كبار"، وفق ما أوردته صحيفة "الغارديان" البريطانية.

توقيف مفاجئ بعد التخرج

اعتقل عملاء الهجرة الشاب في 4 يونيو أثناء حضوره موعداً روتينيًا مع دائرة الهجرة والجمارك (ICE) في سينسيناتي، وذلك بعد أيام فقط من تخرجه في مدرسة "جيلبرت أ. داتر" الثانوية، حيث كان لاعب كرة قدم بارز.

وأوضح أنه نُقل بعد توقيفه إلى مركز احتجاز في ولاية لويزيانا، قبل أن يُرحّل في 18 يونيو إلى هندوراس، بلد المنشأ الذي غادره قبل أحد عشر عاماً مع أسرته.

حملة تضامن طلابية

انضم زملاء كوليندريس في الفريق ومعلمون إلى احتجاجات أمام السجن المحلي الذي احتُجز فيه، تضامنًا معه وللمطالبة بإطلاق سراحه. وقال في مقابلة أخرى لمحطة WXIX: "لقد جعلتني هذه المظاهرات أدرك أن الناس يحبونني حقًا وسيفعلون الكثير من أجلي".

ورغم الترحيل، يخطط كوليندريس لمواصلة حلمه في اللعب ضمن فرق كرة القدم المحلية في هندوراس، آملاً أن يواصل طريقه نحو الاحتراف الرياضي.

حكم الترحيل صدر مسبقاً

كانت أسرة كوليندريس قد وصلت إلى الولايات المتحدة عام 2014 بشكل غير نظامي، وقدمت طلب لجوء استناداً إلى تعرضها لتهديدات من عصابات في هندوراس، لكن القضاء الأميركي رفض الطلب، وأصدر أمرًا نهائيًا بترحيل الأسرة في 2023.

ورغم أن والدته وشقيقته لم تُعتقلا مع إيمرسون، فقد أُبلغتا بضرورة مغادرة البلاد خلال 30 يومًا، ومن المتوقع أن تنضما إليه في هندوراس قريبًا.

تسارعت وتيرة عمليات الترحيل منذ بداية الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في يناير 2025، ضمن سياسة أعلن أنها تستهدف "المهاجرين غير الشرعيين الخطرين"، إلا أن بيانات متعددة تشير إلى ارتفاع عدد حالات الترحيل لأشخاص دون سجل جنائي، بمن فيهم طلاب وأطفال.

يُشار إلى أن دخول الولايات المتحدة دون وضع قانوني يُعد مخالفة مدنية وليست جنائية، ورغم ذلك تُنفّذ أوامر ترحيل صارمة بحق من رُفضت طلبات لجوئهم.